قامت الحكومة بوضع نصوص قانونية كثيرة في قانون الرؤية الجديد في مصر، من أجل تجنيب الأطفال التعرض لأي أذى نفسي بعد إنفصال الزوجين، فقد جاء القانون الجديد بمجموعة من التعديلات التي منحت الأب حقوق كثيرة في سبيل رؤية الأطفال من أجل منع تعنت الزوجات، إلى جانب أن القانون قد أفرد نصوص لحق الاستضافة في سن معين، لهذا سوف نوضح اليوم أهم ما جاء به هذا القانون الجديد من تفاصيل.
قانون الرؤية الجديد
جاء قانون الرؤية الجديد بمجموعة من التعديلات المهمة ومن أبرزها:
- الهدف من هذا القانون تقليل المنازعات بخصوص الرؤية بعد انفصال الأم والأب، وهذا طوال سن الحضانة المحدد بـ 15 سنة.
- كما أنه من حق الأب أن يرى أبنائه في سن المدرسة على الأقل مرتين شهريًا.
- كذلك من حق الأب أن يستضيف الأبناء أكبر من 5 سنوات 3 مرات شهريًا.
- ويمكن للأب في حالة تواجده خارج مصر الاستفادة من رؤية الأبناء إلكترونيًا عبر واحدة من وسائل التواصل ويساعده الحاضن في ذلك.
أماكن الرؤية
قامن قانون الرؤية الجديد في المادة 4 بالنص على أنه في حالة عدم وجود اتفاق بين الحاضن والمستفيد من الرؤية بخصوص مكان رؤية الأبناء، يحق للمحكمة أن تختار مكان معين للرؤية بناء على الحالة التي تعرض أمامه، وبصورة تلائم بقدر الإمكان ظروف الطرفين، على أن يكون المكان المختار يشعر الأطفال بالطمأنينة ولا يحمل الطرفين مشقة لا يتحملونها، ومن أمثلة تلك الأماكن نذكر:
- مركز رعاية شباب.
- نادي اجتماعي أو رياضي.
- دار رعاية أمومة وطفولة يشتمل على حديقة.
- حديقة عامة.
مدة الرؤية في القانون الجديد

جاء قانون الرؤية الجديد بالنص على أن تكون مدة الرؤية لا تقل عن 3 ساعات كل أسبوع، على أن يكون ذلك بين الـ 9 صباحًا والت 7 مساءً، مع مراعاة حدوث الرؤية في العطلة الرسمية بقدر الإمكان كي لا يكون هناك تعارض بينها وبين مواعيد الدراسة والتعليم.
متى يسقط حق الأب في الرؤيا ؟
هناك العديد من الحالات التي يسقط فيها حق الأب في رؤية أطفاله ومنها:
إذا لم يحضر الأب إلى المكان المحدد للرؤية 3 مرات بشكل متتالي
هنا يحرم من الرؤية، ويصبح الحق فيها لمن يليه في الدرجة، مثل الجدة للأب أو الجد لأب بناء على ترتيب الرؤية القانوني.
- ويكون من حق الأم بناء على قانون الرؤية الجديد مطالبة الأب بتعويض عندما يتخلف عن الحضور في موعد الرؤية، لأنه بفعلته تلك يسبب ضرر يقع على الأبناء وعلى الأم التي انتقلت إلى موقع الرؤية من أجل تنفيذ الحكم ولم يأتي الأب.
- والأضرار التي تعوض عنها الأم هنا هي نفسية بسبب تضرر نفسية الأبناء ومادية بسبب مصروفات الانتقال وجسدية بسبب ما قامت به من مجهود بدني.
- ويجدر الذكر أن المشرع المصري لم يضع شرطًا وجوب ذهاب الأم بنفسها إلى مكان الرؤية، بل يمكن إرسال الأبناء مع شخص كامل الأهلية من أجل تنفيذ الحكم.
- وفي حالة لم يحضر الأب كما بينا من قبل، على الأم عمل محضر تثبت فيه الحالة في القسم الذي يتبع مكان الرؤية، وتحصل على شهادات من أشخاص توجد في مكان الرؤية كي تثبت واقعة عدم الحضور.
حالات أخرى يسقط فيها حق الأب في الرؤية
- إذا اختار الأب مكان للرؤية غير مؤهل، كأن يكون غير مناسب للطفل أو يضر به نفسيًا.
- أو أن يختار موعد رؤية غير منطقي، مثل أن يكون في وقت متأخر من الليل أو مبكرًا.
- كما يسقط حق الأب في الرؤية إذا طلب رؤية الأبناء عدد مرات تزيد عن المتفق عليه، أو لمدة أطول في الزيارة.
- كذلك يسقط حق الرؤية إذا حدد الأب مكان بعيد عن مكان سكن الأم والإبن، مما جعل الرؤية شقة عليهما كثيرًا.
- إلى جانب قيام المحكمة بإقرار مكان للرؤية بناء على اختيار الأمر، ولا يرغب الأب في الحضور فيه ويرفضه.
قانون الاستضافة الجديد
عمل قانون الرؤية الجديد على المحافظة على السلامة النفسية للأبناء قبل بلوغ سن المدرسة، وهذا بخصوص استضافة الأب بعد الإنفصال لهم، وجاء ذلك كما يلي:
- يمكن للأب أن يستضيف الطفل قبل بلوغ الخمس سنوات.
- ويكون الوقت المحدد للاستضافة من جانب الأب من الثامنة صباحًا إلى الساعة العاشرة مساءً.
- ولكن لا يمكن للأب رؤية الأبناء واستضافتهم في الوقت ذاته المحدد لرؤيتهم.
- وإذا لم تنفذ الأم حكم الرؤية أو لم تمكن الأب من الاستضافة، من حق الأب أن يرفع دعوى أمام المحكمة بسبب ذلك.
- ويجدر الذكر أنه من غير الجائز مبيت الأبناء خلال سن الحضانة مع الأب لمدة تزيد عن يومين في الشهر أو 7 أيام متصلة في السنة.
- كذلك في حالة لم يسدد الأب النفقة المحكوم بها عليه في المواعيد المحددة لذلك، يمنعه القانون من أن يطلب حقه في استضافة الأبناء.
المستندات المطلوبة لرفع دعوى رؤية
هناك مجموعة من المستندات اللازم توفيرها من أجل رفع دعوى الرؤية وهي:
- وثيقة زواج من أجل إثبات قيام العلاقة الزوجية.
- أو وثيقة طلاق إذا كان الطلاق قد وقع بالفعل.
- إلى جانب نسخ من شهادات ميلاد الأبناء.
خطوات طلب الرؤية
تعتبر دعوى الرؤية من الدعاوى يضمن الأب الفوز بها أمام القضاء على الرغم من كونها دعوى جدلية كثيرًا، إذ من اللازم أن يصدر حكم برؤية الطفل من جانب الطفل في مكان معين يكون صالح له، وخطوات تلك الدعوى هي:
- يقوم الأب بتقديم طلب تسوية أمام مكتب تسوية المنازعات الأسرية الموجود في محكمة الأسرة.
- كما يرفق الأب طلبه بحافظة مستندات تشتمل على نسخة من الأوراق سالفة الذكر، من أجل تحديد جلسة يحضر فيها الأم والأب من أجل محاولة مكتب التسوية التعامل مع الأمر بصورة ودية.
- وخلال جلسة التسوية من الممكن أن يتمكن المكتب من الوصول إلى حل يرضي الأب والأم، بحيث يحدد موعد رؤية من جانب الأخصائي المعني.
- وفي حالة الفشل في تسوية الأمر بين الطرفين، يقدم الأب دعوى أمام محكمة الأسرة المعنية، كي تحدد المحكمة مكان عام قريب من محل سكن الأم تنفذ فيه الرؤية، على أن يكون هذا المكان مشتمل على سجل يقيد فيه موعد الحضور للرؤية.
كيف يمكن التنازل عن دعوى الرؤية؟

من الممكن تنازل الأب عن رؤية الأبناء بطرق كثيرة ليست رسمية، مثل عدم الحضور في موعد الرؤية بالمكان المتفق عليه بشكل مسبق، وهذا يعد بمثابة تنازل عن الرؤية، أو إذ بلغ الأب مكان الرؤية بعدم حضوره للرؤية، أو من خلال إعلان الأم بعدم الحضور بإعلان رسمي.
هل حكم الرؤية واجب النفاذ؟
نعم، يعتبر حكم الرؤية من الأحكام واجبة النفاذ من جانب محكمة الأسرة، وقد كفل قانون الرؤية الجديد للأب كل الإجراءات التي تمكنه من التمتع بحقه هذا.
تناولنا اليوم بالحديث قانون الرؤية الجديد الذي جاء بعدة تعديلات من أجل تعزيز حق الأب بخصوص رؤية الأبناء بعد انفصال الحياة الزوجية دون تعنت الأم بصورة تمنعه فيها من الرؤية.

لا تعليق